(الجمعة ٦ ذوالقعده ١٤٣٩)
١٣:٣٥
أكد الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، رئيس مجلس حكماء المسلمين أن أصول السلام فى القرآن هى قبول الاختلاف وحرية العقيدة والتعارف.
الموقع التخصصي للمسجد، زار الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، رئيس مجلس حكماء المسلمين، أمس
الأربعاء، مقر الجامعة "المحمدية سوراكرتا" فى مدينة سولو الإندونيسية،
حيث عقد لقاء مفتوحا مع أساتذة وطلاب الجامعة، التى تعد من أكبر جامعات
إندونيسيا، ولديها 174 فرعا فى مختلف أنحاء البلاد.
وأعرب شيخ
الازهر عن شكره لإندونيسيا، رئيسا وحكومة وشعبا، على حفاوة الاستقبال، الذى
حظى به "فى هذا البلد الطيب، الذى نحبه كثيرا، وأزوره للمرة الثالثة، وهو
ما لم أفعله مع أى بلد آخر".
وأوضح أن الأزهر الشريف هو أقدم جامعة
فى العالم بدأ فيها التعليم واستمر حتى الآن، لافتا إلى أن الأزهر يقوم
بنقل تعاليم الإسلام كما أنزله الله، باعتباره دين الأخوة والكرامة والسلم،
كما يعلم أبناءه أصول السلام الثلاثة التى جاءت فى القرآن الكريم، والأصل
الأول هو قبول الاختلاف، حيث أراد الله أن يخلق الناس مختلفين، وأطلق
الاختلاف ليشمل الدين واللون واللغة والعرق، حتى بصمات الأصابع تختلف من
شخص إلى آخر، فقانون الكون هو الاختلاف.
ولفت إلى أن الأصل الثانى
هو حرية العقيدة، فالاختلاف فى الدين حقيقة قرآنية، وحقيقة كونية، فلا يمكن
أن نجمع الناس على دين واحد ولا لغة واحدة، وأمور العقيدة من طبيعتها أنها
من الصعب أن تفرض، فالعقائد من أعمال القلوب وليست من أعمال الأجسام،
والإسلام يرفض حتى أن تغرى شخصا، بالمال مثلا، كى يترك عقيدته ويعتنق
الإسلام. أما الأصل الثالث فهو التعارف، أو ما نسميه قانون العلاقات
الدولية فى الإسلام، فالعلاقة بين البشر المختلفين فى الدين أساسها
التعارف.
وشدد على أن منهج الأزهر يقوم على التعددية، لهذا نجد
المذاهب الأربعة موجودة فى مصر، بينما بعض الدول والمناطق لا يتواجد بها
إلا مذهب واحد، وهذا التعدد فى الأزهر يشمل حتى تعليم النحو، فهناك عدة
مدارس يتم دراستها، لافتا إلى أن بقاء الأزهر وإيمان الناس به، يرجع إلى
أنه ينقل سماحة وتعددية هذا الدين، ويقوم على احترام الرأى والرأى الآخر.
من
جانبه، أشار محمد المحرصاوى، رئيس جامع الأزهر، إلى أن الأزهر هو قبلة
العلم بالنسبة للمسلمين، حيث يدرس به أكثر من 33 ألف طالب من أكثر من مائة
دولة، من بينهم خمسة آلاف طالب من إندونيسيا، بينهم 400 طالب فى مرحلة
الدراسات العليا، مشيرا إلى أن شيخ الازهر وجه بإنشاء مركز لتعليم اللغة
العربية للوافدين، يلتحقون به قبل الالتحاق بالكلية التى يريد الطالب
الدارسة بها، لحل مشكلة عدم إجادة كثير من الطلاب الوافدين للغة العربية.
وأوضح
محمد المحرصاوى أن الدكتور أحمد الطيب حريص على الاجتماع بالطلاب الوافدين
والاستماع إلى مشكلاتهم والسعى فى حلها، إضافة إلى تحليل أسباب تعثر بعض
الطلاب الوافدين، وعقد محاضرات ودورات لرفع مستواهم، فضلا عن التواصل مع
الطلاب عقب تخرجهم، من خلال المنظمة العالمية لخريجى الأزهر.
بدوره،
ألقى "د.عبد المعطى السكرتير العام للجمعية المحمدية، كلمة للترحيب بفضيلة
شيخ الازهر والوفد المرافق له، نيابة عن "د.حيدر ناشر"، رئيس الجمعية،
لوجوده خارج إندونيسيا، شدد خلالها على حرص الجامعة المحمدية على تعزيز
العلاقات مع الأزهر الشريف، مشيرا إلى أن الجمعية تأسست عام 1912 على يد
الشيخ أحمد دحلان، الذى تأثر بفكر الإمام محمد عبده وتفسيره للقرآن "تفسير
المنار"، كما أن دور خريجى الأزهر فى الجمعية عظيم للغاية، خاصة فى تعليم
العلوم الإسلامية واللغة العربية.
وأوضح أن الجمعية لديها 172
جامعة تمتد من شرق إندونيسيا إلى غربها، و230 معهدا إسلاميا، وتدير 400
مستشفى، إضافة إلى 20 ألف مدرسة، يدرس بها نحو 10% من طلاب إندونيسيا، ونحو
70% من طلاب هذه المدارس فى شرق إندونيسيا من غير المسلمين، ما يدل على
الفكر الوسطى للجمعية، وهو ما يتلاقى مع الأزهر ومناهجه، معربا عن رغبة
الجمعية فى تعزيز التعاون مع الأزهر الشريف، فى مختلف المجالات، خاصة على
تصعيد تبادل الأساتذة وعقد الدورات التدريبية.
حضر اللقاء وزير
الشئون الدينية الإندونيسى "حكيم لقمان سيف الدين"، ووزير الشئون الدينية
السابق "د.محمد قريشى شهاب، الرئيس الشرفى لفرع المنظمة العالمية لخريجى
الأزهر فى إندونيسيا، والسفير "حلمى فوزي" سفير إندونيسيا فى القاهرة.
ومن
الوفد المرافق لشيخ الازهر: السفير عمرو معوض، سفير مصر فى إندونيسيا،
ود.محمد المحرصاوى، رئيس جامعة الأزهر، والمستشار محمد عبد السلام، مستشار
شيخ الازهر، والسفير عبد الرحمن موسى، مستشار شئون الوافدين بالأزهر.